تشهد أسواق بيع الهواتف الخلوية المزودة بكاميرات ازدهارا سريعا لكثرة اقبال الناس عليها. وأثار تصوير عملية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بكاميرا هاتف نقال وعرضها على الانترنت جدلا لن يستكين قبل مدة من الزمن حول شرعية التصوير ومن الذي قام به. وبشكل عام، فإن أغلبية الهواتف النقالة الحديثة باتت مزودة بكاميرات، الأمر الذي يعكس رواج هذه التقنية، فيما تحاول بعض الدول الخليجية ضبط انتشارها لما في تلك التقنية من انعكاسات سلبية على خصوصية المجتمع في الخليج العربي. وتقول خلود أحمد وهي طالبة كويتية تدرس في جامعة هولندا لـ"إيلاف": العائلة الخليجية أصبحت في خطر، وهناك خوف من الذهاب الى المتنزهات لاسيما وان تقنية الصور أصبحت عالية الدقة ولم يعد الامر محصورا على التقاط صوراً ثابتة بل إن البلوتوث - وهو نظام جديد في تلك الأجهزة - جعل "الجوالات" تخترق خصوصيات الأسر الخليجية فيمكن تصوير أربع ساعات لينقل الفيلم إلى كمبيوتر في لحظات يكون منشورا على الإنترنت.
.......................................
د تـــــــــــــ كـــــــــــومــــــــــــ
أطوار بهجت أم أمراة أخرى
وكانت كاميرا الهاتف النقال أثارت ضجة واسعة بعد ان نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية شريط صور بكاميرا هاتف لعملية اختطاف وذبح الصحافية أطوار بهجت، لينشر في كل مواقع شبكة الانترنت، وبدا وقتها ان الجميع صدق ذلك لولا تأكيد المرأة التي غسلت جثة أطوار أن جسدها كان كاملا ولم يبتر منه أي جزء، ليتبين بعد ذلك ان الفتاة التي صورت لم تكن اطوار بل فتاة اخرى. ومازال الشريط يباع مسجلا على أقراص مضغوطة في شوارع بغداد.
طائرة تطير في الماء
وفي نهار جميل حين كان جي وزوجته في جولة على الشاطيء كانت ثمة طائرة ضخمة تقترب من سطح الماء، مالبثت أن سقطت رويدا رويدا في اعماقه، فيصورها جي بكاميرا هاتفه المحمول ويبيعها الى وكالات الانباء بالاف الدولارات.
عجوز تبتلعته امواج البحر
وكانت شولي كيرتيسينغ تستلقي مسترخية على شاطيء أندونيسي حين بدات امواج التسونامي تهاجم الساحل لتسجل بكاميرا هاتفها لحظات مرعبة عن خراب قرية ساحلية باكملها من جراء الفيضان، واستطاعت شولي ان تصور
عجوزا ابتلعته امواج البحر، كما صورت طفلا اخذته الامواج بعيدا.
وهكذا تسجل كاميرا النقال لحظات دخلت التاريخ، وهي لحظات سعيدة و حزينة، توثق الحدث، وتعرضه على شاشات التلفزة ومواقع الشبكة الالكترونية ليشاهده الملايين على سطح الكرة الارضية.
نقال ينقذ حياة صاحبه
ونشرت مجلة تايمز البريطانية إن ماثيو ستيفنس تعرض للدغ في يده من قبل عنكبوت سام، بينما كان يقوم بتنظيف ثلاجة المطبخ. ويعتقد أن العنكبوت قد وصل إلى البلاد عالقا في كرتونة موز مستورد من البرازيل وكان ماثيو قد صور العنكبوت عن طريق هاتفه الجوال كنوع من الذكرى وحتى يثبت لأصدقائه فيما بعد مدى ضخامته.وبعد أن تدهورت حالته وفشل الأطباء في إنقاذ حياته، قاموا بإرسال الصورة عبر الإنترنت إلى بعض العلماء في حديقة حيوان بريستول الذين قاموا بتحديد هوية العنكبوت وتحديد نوع المصل المضاد المطلوب.
جهاز انذار عند التصوير
وربما وجدت بعض الشركات حلا تقنيا مشكلة التصوير بالنقال بصورة سرية، فقد قامت شركات يابانية بتطوير جهاز إنذار إلكتروني يطلق زنيناً للإنذار حين التقاط صورة ما. لكن ذلك لايجدي نفعا حسب دايسوك أوكابي الأستاذ في جامعة يوكوهاما الوطنية، لانه لم تسن أي حكومة في آسيا قوانين بشأن الكاميرات في الهواتف النقالة، بل أن عدداً من الشركات طلبت من حكوماتها عدم وضع أي تشريعات جديدة لأنها قد تضر بمصالحها.
الاسلام وكاميرا النقال
والأستاذ عبدالله عبدالقادر وهو معلم بالإمارات، يتحدث عن نهي الإسلام عن استغلال المخترعات الحديثة فيما يغضب الله تعالى، من تصوير النساء وإرسال الصور إلى الآخرين..فيقول: لا يشك إنسان أن هذا الاستخدام السيء لهذا الجهاز حكمه التحريم ؛ إذ فيه إيذاء للناس والنبي يقول : (( لا ضرر ولا ضرار )) وفيه نشر للمعاصي والمنكرات ؛ فيكون على الإنسان وزر هذه المعصية ووزر من أرسلت لهم هذه الصورة..
تقنية البلو توث
وتقول خلود أحمد لايلاف وهي طالبة كويتية تدرس بجامعة هولندا : العائلة الخليجية اصبحت في خطر، وهناك خوف من الذهاب الى المتنزهات لاسيما وان تقنية الصور أصبحت عالية الدقة ولم يعد الامر محصورا على التقاط صوراً ثابتة بل إن البلوتوث وهو نظام جديد في تلك الأجهزة جعل (الجوالات ) تخترق خصوصيات الأسر الخليجية فيمكن تصوير أربع ساعات لينقل الفيلم إلى كمبيوتر في لحظات يكون منشورا على الإنترنت.
سعوديات يخترعن جهازا يمنع التصوير بالجوال
وبلغ قلق الطالبات في السعودية من كاميرا الجوال مبلغا كبيرا، فقد ذكرت صحيفة ( عكاظ ) أن طالبة أخترعت قرطا يتزود بقطع إلكترونية تصدر ذبذبات خطية واهتزازات يصل مداها الى ثلاثة آلاف موجه وتؤثر على مصدر الالتقاط، وبالتالي تصبح شاشة الجوال غير مستقرة ويستحيل معها التقاط صور ثابتة أو متحركة.
ضابط يصور ويوثق عمليات الذبح
ونشرت ايلاف خبر القاء القبض على ضابط امن يدعى خالد رجب، يقود خلية بمدينة الموصل تقوم بذبح الاشخاص وتصويرهم بالفيديو وبكاميرا الجوال، وظهرت في الاسواق افلام هذه المجموعة على الاقراص المدمجة وقد صورت بكاميرا الجوال.
مشاهد حية لقطع الرؤوس
ونجحت كاميرات الفيديو والجوال في تصوير لقطات حية لقطع رؤوس رهائن بالعراق لتنتشر في الشبكة العكبوتية، انتشار النار في الهشيم، كما انتشرت الاقراص المضغوطة لعمليات الذبح لتباع في الاسواق والمكتبات في ارجاء الوطن العربي.
ووثقت الكاميرات عملية ذبح دانييل بيرل الصحفي الأمريكي بجريدة وول ستريت جورنال في باكستان، وذبح الرهينة الكوري كيم سون، و الأمريكي بول جونسون، وفي كل هذه الحوادث تم تصوير عملية الذبح بطريقة بشعة وسط صياح وتهليل المسلحين.
هاتف جوال أسلامي
وطرحت الشركات أول هاتف جوال أسلامي على مستوى العالم في منطقة الخليج تحت اسم (الكون ). ويحدد الجوال أوقات الصلاة، والتنبيه الآلي للإفطار والسحور والإمساك خلال شهر رمضان. والهاتف الذي يتيح للمستخدمين الاتصال السريع بشبكة الإنترنت في أي مكان طرح في اسواق عربية وإسلامية ولاقى فيها إقبالا كبيرا، لكن وجود كاميرا في الهاتف لن يمنع الاستخدام السيء لها.
ويقول فرات أحمد لايلاف انه لايحبذ ان يحتوي هذا الهاتف على كاميرا لانه يغوي المسلم بارتكاب المعاصي والحرام.
وليس ثمة شك في أن المشكلة لايحلها هاتف اسلامي، بل ضمير حي ووعي أجتماعي، ولن نجد اليوم أختراعا ليس له نتائج سلبية، ولكننا ربما نجد أنسانا يعرف كيف يجني الفوائد.
المصدر : ايلاف
elaph.com